المرتكزات الفكرية للجماعة

بشكل عام لا تختلف المرتكزات الفكرية لجماعة الإخوان المسلمون (فرع سورية) عن أفكار جماعات الإخوان في مصر ودول أخرى، وإن كان لسورية خصوصية محدودة في عدد من الأفكار التي على رأسها:

·      الإسلام نظام شامل متكامل وهو السبيل الوحيد للحياة بكل جوانبها، وقابل للتطبيق في كل مكان وزمان.

·      المنهج الإخوانى يتضمن برنامجاً جامعاً شاملاً، يُرسي قواعد الفكر والعقيدة ويُعد للعلاقة بالآخر، ويسعى لتحقيق التكامل بين الدين والدولة في إطار أحكام الشريعة الإسلامية والعودة إلى القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف.

·      الإخوان هيئة سياسية تدعو إلى إصلاح النظام من الداخل، وتُشرع بأصول حق الولاية للعلاقة بين الحاكم والمحكوم.

·      الإخوان مؤسسة اقتصادية تدعو إلى تدبير المال وكسبه وإنفاقه بما أوجبه الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم وسُنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.

·      الإخوان منظمة إجتماعية تُمارس التطور والإصلاح، بما يتفق ويُعزز ويؤكد الهوية الإسلامية ويذيب الفوارق بين الطبقات.

·      جماعة الإخوان المسلمين تلتزم بفريضة الجهاد إذا ما توافرت شروطه المُوجبة.

·      رفض حزب البعث وأفكاره العلمانية.

·      تحصين هوية المجتمع ضد التيارات الفكرية والسياسية التي تكرس مفهوم التبعية للاستعمار وتغريب المجتمع وبتر إنتماؤه العربي الإسلامي.

·      تسعى الجماعة لتحقيق الدور الحضاري لها من خلال السيادة والشهادة والأستاذية في العالم.

ويعتبر أساس دعوة جماعة الإخوان المسلمون (فرع سورية) [1]: "دعوة إسلامية جامعة تعمل على أساس الإسلام، لتحرير الجماهير من أسباب الإنحطاط والشقاء، ولتحرير العرب والمسلمين من حكم المستعمرين والطغاة، ولتحرير الإنسانية من عوامل الضلال والدمار".

وتعتمد صبغة الجماعة الدعوية على ثلاثة محاور:

1- عالمية: لاتنحصر في قُطر ولا أمة ولا زمن، بل هي لسعادة الناس جميعاً.

2- شاملة: لا تنحصر في ناحية من الحياة، بل تتناول ضروب الإصلاح جميعاً.

3- مرنة: لا تجمد عن مسايرة الحياة الكريمة، ولا تحول بين المسلم وبين تمتعه بكل ثمرات التطور الفكري والعلمي في الحدود التي لا يؤذي فيها نفسه ولا يؤذي غيره.


أهداف دعوة الإخوان

قامت جماعة الإخوان المسلمون (فرع سورية) عام 1999 بتوزيع كتاب (تاريخ الإخوان المسلمين في سورية) على نطاق محدود، وهو من تأليف لجنـة من الإخوان السوريين يرأسـها محمد نعسـان عروانـي رئيس مجلس الشـورى السابق، ذكر فيه موجزاً أهداف دعوة الإخوان المسلمين كما ذكرها الشيخ مصطفى السباعي في خمسة أمور هي:

1- إصـلاح الفـرد: وذلك بتطهير عقيدته من الفساد، وقلبـه من الزيـغ، ونفسـه من الشـهوة، وخلقـه من الضعـف، وروحـه من العزلة، حتى يكون في المجتمع بنـاء، يعمل بروح الأبرار، ويكافح بعزيمة المناضلين، ويفكر بعقل الحكماء والعلماء.

2- إصلاح الأسـرة: إذ هي الخلية الأساسية في المجتمع، واستقامة شؤونها، وتماسك بنيانها، هو وحده السبيل إلى تماسك بنيان المجتمع على الأسـس التالية:

أ. التحرر من الجهل والخوف والرذيلة والجوع والمرض والمهانـة.

ب. النظام المحكم الذي يجمع بين القوة والرحمة والعدالة والتسامح، وينتفي فيه طغيان الفرد وميوعة الجماعة.

ج. القوة التي تحفظ الأمة في داخل المجتمع، وتصد العدوان عن حدوده وسيادته وتحارب الظلم والطغيان أينما كان.

3- إصـلاح المجتمـع.

4- كفـاح الاسـتعمار: الإخوان المسلمون لايرون لكفاح الاستعمار حـداً يقفـون عنـده حـتى تتحرر أمتهم من كل آثـاره، العسكرية والسياسية والاقتصادية والفكرية، وهم لايرون استعماراً أولى بالمحاربـة من استعمار.. ويـرى الإخوان أن كفـاح أعـوان الاستعمار من طغـاة ومستبدين ومستثمرين هو كفاح للاستعمار ذاتـه، لايهادنون فيـه أحـداً.

5- توحيـد العرب والمسلمين: من أجل ذلك نادى الإخوان المسلمون بوجوب تكتل العالم الإسلامي في اتحـاد سياسي واقتصادي كالاتحاد السوفياتي أو الأمريكي، مما يجعل من العرب والمسلمين أمة مرهوبة الجانب محترمـة الكيان، تلعب دوراً في صيانة السلام العالمي، وتوفير الرغد والأمن لشعوب العالم.

ويُعرّف الشيخ مصطفى السباعي جماعة الإخوان المسلمين فيقول: "ليست دعوة الإخوان المسلمين دعوة حزبيـة ضيقـة، تقف عند حدود سوريا و(لبنان)، وإنما هي حركة عالمية في مصر والسودان وشمال إفريقيا وفلسطين والأردن والعراق وغيرها.. نهضة عالمية تمثل حركة البعث الجديد في شباب العروبة والإسلام.. ونحن الإخوان المسلمون لسنا جمعية خيرية تنحصر مهمتها في الإغاثة، ولسنا جمعية وعظية تنحصر مهمتها في الخطب والنشرات، ولسنا حزباُ سياسياً تنحصر مهمته في منهج سياسي محدد، إنمـا نحن دعاة إنقلاب إسلامي فكري وعملي شامل. دعاة رسالة شاملة.. تشمل الناس جميعاً وتنظم نواحي الحياة كلها.. دعاة عصبية للفضيلة والخير والحق والعـزة.. دعاة ديـن ولسنا دعاة طائفيـة.. أنصار سلم لمن أراد بأمتنا وبلادنا سلماً وخيراً وكرامة.. وجنود كفاح لمن أراد لنا الإفنـاء، ولأوطانـنا الاستعمار، ولجماهيرنا الإفقار والإذلال.. نحـن دعاة إصـلاح اجتمـاعي في أمتنـا".

عوامل الإنتشار فى سورية

1-    إستقطاب الإخوان في مصر للعديد من الطلبة السوريين المتواجدين بها للدراسة وخاصة في الأزهر، والإنتشار بينهم والترويج لأفكار حسن البنَّا، وكان من هؤلاء الطلبة مصطفى السباعي ومحمد الحامد.

2-    رعاية الإخوان لعلماء سوريين كانوا مقيمين في مصر ثم عادوا إلى سورية لنشر الفكر الإخواني أمثال محمد سعيد العرفي مفتي وادي الفرات ونائب مدينة دير الزور في المجلس النيابي السوري.

3-    الإستفادة من تنامي النهضة الإسلامية في سورية كردة فعل على الإنتداب الفرنسي ومن بعده حزب البعث العلماني وهذا ساعد في وجود وانتشار الإخوان خاصة في الأحياء الفقيرة والمناطق الريفية.

4-    إستغلال حالة الفقر والجهل بين طبقات الشعب الكادحة والترويج لأفكار جماعة الإخوان "الإسلامية" عبر الجمعيات الخيرية والمنظمات الأهلية الإنسانية التي تقدم خدمات إجتماعية وطبية وإغاثية.

5-    وفي العصر الحديث، استغلت الجماعة موجة العولمة وإنتشار ثقافة الديموقراطية والدفاع عن حرية الرأي وحقوق الإنسان في عصر الفضائيات والإنترنت وسهولة الإتصال عبر تطبيقات الموبايلات (واتس آب، فايبر، سكايب) والتفاعل الجماهيري السريع بواسطة شبكات التواصل الإجتماعية (تويتر، فيسبوك، يوتيوب).


[1] كتيب صغير من منشورات جماعة الإخوان المسلمون في سورية بعنوان (من صور البطولة في الإسلام) – قسم نشر الدعوة في الرقة، خمسينيات القرن الماضي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق