المرجعية التنظيمية

على الرغم من التاريخ الطويل لجماعة الإخوان المسلمون (فرع سورية) إلا أن الرأي العام في سورية ينظر لهذا التنظيم السري الغامض بريبة وتوجس بوصفه كياناً غريباً يُمثّل "فرع محلي" تابع لجماعة الإخوان المسلمين في مصر وينفذ تعليمات المرشد الأعلى للجماعة[1]، حيث تُعتبر جماعة الإخوان المسلمون (فرع سورية) منذ تأسيسها جزءً لا يتجزأ من جماعة الإخوان المسلمين التي أسسها حسن البنَّا فى مصر وكانوا يكتبون في المادة الأولى من اللائحة الداخلية للتنظيم السوري: "الإخوان المسلمون فى سوريا جزء من جماعة الإخوان المسلمين التي أسسها الإمام الشهيد حسن البنَّا".

وفي شهر آب/أغسطس 1935 أرسل حسن البنَّا أخاه عبدالرحمن الساعاتي ومحمد أسعد الحكيم إلى الأراضي السورية واللبنانية والفلسطينية[2]، تأصيلاً لجذور الدعوة الإخوانية وتمهيداً لتأسيس التنظيم في بلاد الشام. وقابل مبعوثا الإخوان محمد أمين الحسيني رئيس المجلس الإسلامي الأعلى فى فلسطين لنشر الدعوة ثم غادرا بيت المقدس إلى دمشق عن طريق بيروت فوصلا دمشق وصليا الجمعة فى المسجد الأموي وخطبا فيه لدعوة الإخوان المسلمين وقابلا زعماء الحركة الإسلامية هناك، ويقول عبدالرحمن الساعاتي فى الكلمة التي نشرتها له مجلة الإخوان المسلمين شهر آب/أغسطس سنة 1935 عن لقائه بالحاج محمد أمين الحسيني مفتي فلسطين "ذكرنا له الإخوان المسلمين فقال أهلا بالإخوان المسلمين، وشرحنا له ما حضرنا من أجله فقال مرحبا بالمجاهدين العاملين، وقال لقد قرأت عقيدتكم فما وجدت أجمع منها ورأيت جريدتكم فما أعجبت بمثلها وسمعت حديثكم فسمعت قولا عجبا.. إن مصر لا تنجو إلا بفكرتكم ولا نجاة لمصر إلا بفكرة الإخوان المسلمين".

وقد كانت جماعة الإخوان المسلمون (فرع سورية) منذ بداية تأسيسها تابعة تنظيمياً لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، فقد ذكرت جريدة الإخوان المسلمين بتاريخ 21/02/1935 بأن للإخوان مندوبين في كثير من الأقطار الخارجية، وهم على صلة بمكتب الإرشاد العام، ويعملون معه على الوصول إلى الغاية التي تعمل لها جماعة الإخوان المسلمين، وذكرت من هذه الأقطار: الشام وفلسطين، كما ورد في قائمة شعب الإخوان الصادر في شهر يونيو 1937م إعتماد جماعة الإخوان لثلاثة شعب في سوريا، وهي شعبة دمشق ومندوبها الشيخ عبدالحكيم المنير الحسيني، وشعبة دير الزور ومندوبها محمد سعيد العارفي، وشعبة حلب ومندوبها الشيخ محمد جميل العقاد.

وفي صيف 1944م انتدب قسم الاتصال بالعالم الإسلامي الأخوين عبدالرحمن الساعاتي وعبدالحكيم عابدين لزيارة الأقطار العربية الشقيقة بالشام والعراق، وقد كان لهذه الزيارات والوفود المتبادلة بين مصر وبلاد الشام الأثر الكبير في توحيد العمل بينهما بعد ذلك، ويقول القيادي الإخواني عمر الأميري متحدثا عن العلاقة الوثيقة بين إخوان مصر وإخوان سورية[3]: "ومنذ عام (1364ه/1944-1945م) ازدادت العلائق والاتصالات بين إخوان مصر وسوريا على أثر تبادل الزيارات والوفود والبعثات التي أفادت كثيرًا في توحيد أساليب العمل، وتنسيق وجهات النظر العامة والخاصة، حتى أصبحت دعوة الإخوان في مصر اليوم دعامة معنوية عظيمة للإخوان في سوريا ولبنان".

وينص النظام العام لجماعة الإخوان المسلمين[4]، في الباب الخامس الخاص بتنظيم العلاقة بين القيادة العامة وقيادات الأقطار على مايلي:

مادة (43): تتحدد العلاقة بين قيادة الأقطار ضمن الدوائر التالية :

أ- الدائرة الأولى: وهى التي يجب فيها على قيادات الأقطار الإلتزام بقرارات القيادة العامة متمثلة فى فضيلة المرشد العام ومكتب الإرشاد العام ومجلس الشورى العام وتشمل:

1- الإلتزام بالمباديء الأساسية الواردة فى هذه اللائحة عند صياغة اللائحة الخاصة للقطر وتشمل هذه المبادىء العضوية وشروطها ومراتبها - ضرورة وجود مجلس للشورى الى جانب المكتب التنفيذى - الإلتزام بالشورى ونتيجتها فى جميع أجهزة الجماعة الخ.

2-الإلتزام بفهم الجماعة للإسلام المستمد من الكتاب السنة والمبين فى الأصول العشرين والإلتزام بالنهج التربوى الذى يقره مجلس الشورى العام.

3- الإلتزام بسياسات الجماعة ومواقفها تجاه القضايا العامة كما يحددها مكتب الإرشاد العام ومجلس الشورى العام.

4- الإلتزام بالحصول على موافقة مكتب الإرشاد العام قبل الإقدام على اتخاذ أى قرار سياسى هام.

ب- الدائرة الثانية: وهي التي يجب فيها على قيادات الأقطار التشاور والاتفاق مع فضيلة المرشد العام أومكتب الإرشاد العام قبل اتخاذ القرار وتشمل جميع المسائل المحلية الهامة والتي قد تؤثر على الجماعة في قطر آخر.

جـ- الدائرة الثالثة: وهي التي تتصرف فيها قيادات الأقطار بحرية كاملة ثم تُعْلِم مكتب الإرشاد العام في أول فرصة ممكنة أو في التقرير السنوى الذى يرفعه المراقب العام وتشمل هذه الدائرة ما يلي:

1- كل ما يتعلق بخطة الجماعة في القطر ونشاط أقسامها ونمو تنظيمها.

2- المواقف السياسية في القضايا المحلية والتي لاتؤثر على الجماعة فى قطر آخر شريطة الإلتزام بالمواقف العامة للجماعة.

3- الوسائل المشروعة التي يعتمدها القطر لتحقيق أهداف الجماعة ومبادئها على ضوء أوضاعه وظروفه.

مادة (44): لكل قطر أن يضع لنفسه لائحة تنظم أوجه النشاط وتتفق مع ظروفه مع مراعاة عدم تعارض أحكامها مع هذه اللائحة ووجوب إعتمادها من مكتب الإرشاد العام قبل تنفيذها.

مادة (45): يقدِّم كل مراقب عام تقريراً سنوياً عن سير الدعوة ونشاط الجماعة والاقتراحات التي يراها كفيلة بتحقيق المصلحة في إقليمه إلى مكتب الإرشاد العام قبل إنعقاد الإجتماع الدورى لمجلس الشورى العام.

مادة (46): مساهمة في أعباء الدعوة يلتزم كل قطر بتسديد إشتراك سنوى تحدد قيمته بالاتفاق مع مكتب الإرشاد العام.

مادة (47): على الإخوان الذين يغتربون عن أوطانهم أن يخضعوا لقيادة الجماعة فى القطر الذي يقيمون فيه.

وقد أكد يوسف ندا - المفوض العام للعلاقات الدولية في جماعة الإخوان المسلمين (التنظيم الدولي) - على المرجعية الموحدة للجماعة كلها في كافة أنحاء العالم حيث قال: "أنا جزء من قيادة الإخوان، والإخوان لها قيادة واحدة في العالم". فيسأله المذيع: القيادة اللي في مصر هي التي تقود الإخوان في العالم؟. فيقول: "الإخوان لها قيادة واحدة في العالم ومرشد الإخوان المسلمين هو مرشد واحد ما فيش غيره لكل الإخوان في العالم"[5]. ويسأله المذيع للتأكيد: لكل الإخوان في العالم؟ فيقول: "لكل الإخوان في العالم".

ويعتبر منصب "المرشد العام" رتبة كبير الجماعة على مستوى الأرض، ومن شرطه أن يكون مصرياً من المصريين ولو كان هناك من هو أعلم منه من غير المصريين، وهذا يشبه تنظيم جماعة التبليغ تماماً والذين يشترطون أن يكون الأمير العام فيهم هندياً، ولا يشك عاقل أن هذا شرط باطل لأنه لا دليل عليه، ولا يشك عاقل أنه هذا من صور الحزبية المقيتة[6].

ويؤكد حسن هويدي - المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين (فرع سورية) وعضو مكتب الإرشاد ونائب المرشد العام – بأن تنظيم الإخوان عموماً هو تنظيم واحد في جميع دول العالم "جماعة الإخوان والتنظيم العالمي وجهان لعملة واحدة"[7]، كما أكد على ذلك أيضاً محمد حكمت وليد - المراقب العام الحالي لجماعة الإخوان المسلمون (فرع سورية) - حيث قال: "نحن امتداد أو أحد فروع الإخوان الرئيسة في العالم. الفكرة الرئيسية للإخوان واحدة لكن هناك تفاصيل متعلقة بالظروف السياسية والاجتماعية بكل بلد. تلك التفاصيل قد تكون مختلفة من مكان إلى آخر"[8].

ويوضح عصام العريان - مسؤول المكتب السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر والعضو السابق بمكتب ‏الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين - دور ‏جماعات الإخوان خارج مصر عندما سُئل عن إجراءات إنتخاب مرشد الجماعة، فقال: "كل شيء يتم بمعرفة مجلس ‏شورى الجماعة، ووفقا للنظام الأساسي الذي أرساه البنا عام 1928 والذي تم تعديله عام 1992 فانه لا ينتخب مرشح لإرشاد ‏الجماعة إلا من بين 120 عضواً يمثلون أعضاء مجلس الشورى، كما أن فروع الجماعة خارج مصر لها كلمة في اختيار المرشد ‏العام الجديد".‏

ويقول الكاتب عبده مصطفى دسوقي - رئيس تحرير موقع إخوان ويكي (ويكيبيديا الإخوان المسلمون) – مؤكداً على عمق العلاقة بين التنظيمين المصري والسوري[9]: "بعد حل الإخوان في مصر واعتقال قادتهم واغتيال مرشدهم حسن البنا عمل الإخوان على مبايعة الدكتور مصطفى السباعي ليكون مرشداً عاماً غير إنه رفض وقال: إن مصر بها رجال يستطيعون تحمل هذا الأمر".

ويؤكد علي عشماوي - أحد قادة التنظيم الخاص سابقاً في جماعة الإخوان المسلمين في مصر - على تبعية وخضوع جميع قادة الإخوان في العالم لزعيمهم المرشد في مصر بقوله[10]: ‏"هكذا فإنهم اقتنعوا بما يفعلون وأطلقوه فى العالم وعلموه لجميع القادة المحليين فى كل دولة، وما عليهم إلا المتابعة والتطوير". وعندما حصل الخلاف الشديد بين جماعة الإخوان المسلمين في مصر والرئيس جمال عبدالناصر وحصلت المواجهة العنيفة بينهم، قرر جماعة الإخوان المصريون إتخاذ موقف العداء من عبدالناصر وطلبوا من جميع فروع الجماعة خارج مصر تأييدهم بموقفهم ضد عبدالناصر، ويؤكد ذلك علي عشماوي فيقول[11]: "أصدرت الحكومة قراراً بإسقاط الجنسية عن خمسة من الإخوان هم سعيد رمضان وعبدالحكم عابدين وسعد الدين الوليلى وكامل إسماعيل الشريف ونجيب صموئيل ومعهم أحمد أبو الفتح الوفدى والمتحالف مع الإخوان وكان جميعهم من سوريا يعملون على تحريض الحكومات ضد عبدالناصر". ثم يؤكد ذلك علي عشماوي على هيمنة التنظيم المصري على التنظيم السوري فيقول[12]: "تم إخبار الحاجة زينب الغزالي بسفري وطلبت مهلة تخبر فيها الأستاذ المرشد وترى إن كان يريد شيئاً من هناك، أو إرسال أية رسالة للإخوة فى السعودية وبعد بضعة أيام طلبت مقابلتي.. وأخبرتنى أن أبلغ الإخوة هناك بعد معرفتى بالمسئول عنهم أمرين هما أولاً: أن القيادة فى مصر ترغب فى معرفة المسئولين بالخارج وأن يتم ترتيب اتصال دائم ومستمر معهم. ثانياً: أن يعملوا على أن يأخذ جميع الإخوان فى الخارج  خاصة فى الدول غير الخليجية مثل سوريا والأردن والسودان وغيرها خطأ مؤيداً لإخوانهم فى مصر بوضوح وقوفهم ضد عبدالناصر". ويؤكد عشماوي بأن التنظيم المصري كان يحاول فرض قراراته ومخططاته على التنظيم السوري فيقول[13]: "عصام العطار هو الذى تولى قيادة الإخوان فى سوريا فى فترة الستينات، وكان يرفض أن ينفذ خطط الإخوان فى مصر في هذا الوقت والخاصة بمعاداة جمال عبدالناصر، لهذا فإن سفر الأستاذ الهضيبي إلى ليبيا[14] عام 1954، وقبل حوادث أكتوبر من العام نفسه، كان لإلزام الإخوة فى سوريا الخط نفسه الذى نسير عليه فى القاهرة". ثم يقول بأن بأن التنظيم المصري كان يُصرّ على فرض توجيهاته وتعليماته على التنظيم السوري[15]: "في اليوم التالي حضر الأخ عصام العطار ومعه وفد من أخوان سوريا والتقيت بهم فى جلسة طويلة ناقشنا فيها موضوع الوقوف الى جانب إخوان مصر، فى عدائهم لجمال عبدالناصر. ولكن كان يعارض ذلك بشدة، وقال إن لكل دولة ظروفها الخاصة، وأنهم لا يستطيعون التحرك على هذا النحو الذى نطلبه، ولم يعجبنى الرد، لكنه كان موقفه الذى أعلنه"[16].

ويؤكد عدنان سعد الدين - المراقب ‏العام السابق لجماعة الإخوان المسلمون (فرع سورية) - على تبعية جماعته للمرشد العام في مصر أثناء حديثه عن مرحلة الخلافات والإنشقاقات ‏داخل جماعة الإخوان المسلمون (فرع سورية) فيقول[17]: "استمرت هذه الحال المأساوية أو هذه القاصمة في جماعة الإخوان ‏فترة طال أمدها، فتحركت القيادات الإسلامية غير ‏السورية لرأب الصدع وإنهاء الخلاف، كان منهم مرشد الإخوان ‏المسلمين الأستاذ حسن الهضيبي رحمه الله والشيخ أبو ‏الحسن الندوي من الهند والأستاذ أبو الأعلى المودودي من باكستان ‏وغيرهم، وعندما استعصى الخلاف تقدم مكتب ‏الإرشاد بحل لهذا النزاع الذي طال أمده، وشكلت لجنة من ثلاثة إخوة من ‏العراق و لبنان والأردن، للقيام بمسعى حميد لإخراج الإخوة في سورية من هذه الفتنة دون جدوى، فقررت اللجنة فرض ‏الحل على أطراف النزاع، ومن لم يقبله ‏يكون خارج التنظيم".‏ وهذا يؤكد هيمنة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ‏في مصر على كافة فروع جماعة الإخوان المسلمين وخاصة في سورية.‏

ويؤكد أيضاً عدنان سعد الدين - المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمون (فرع سورية) - على تبعية جماعته تنظيمياً لجماعة الإخوان المسلمين في مصر وأن القرار التنفيذي هو بيد مكتب الإرشاد حيث يقول بأن مكتب الإرشاد قد قرر إيقاف إجراءات اختيار المراقب العام لجماعة سورية بسبب خلافاتهم، وأن إجتماع مجلس الشورى لجماعة سورية قد قرر رفض إستقالة المراقب العام الجديد عدنان سعد الدين ورفع مذكرة إلى مكتب الإرشاد، ثم بقي الأمر معلقاً لأيام قليلة حتى إلتقى عدنان سعد الدين مع عمر التلمساني الذي حسم الموضوع ودعاه لزيارة القاهرة تمهيداً لإعطاء البيعة للمرشد باسم تنظيم الإخوان المسلمين (فرع سورية)[18].

وقد أكد عدنان سعد الدين - المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمون (فرع سورية) - بوضوح على تبعية جماعته التنظيمة والشرعية للمرشد العام في مصر الذي كان إسمه سرياً ومجهول الهوية فيقول[19]: "..وذهب الفقير إلى عفو ربه إلى القاهرة لإعطاء البيعة للمرشد العام الذي كان انتخابه سرياً، لا يعلم به إلا رؤساء الإخوان المصريين في المحافظات، والمراقبون العامون في الأقطار العربية الأخرى، فأديت البيعة وعدت أدراجي إلى سورية التي ظللت أدخلها سراً لمدة ثلاث سنوات..". ثم يشرح تفاصيل تقديمه البيعة على السمع والطاعة للمرشد العام في مصر فيقول[20]: "توجهت إلى القاهرة، وذهبت برفقة الدكتور أحمد الملط[21] عضو مكتب الإرشاد رحمه الله إلى إحدى ضواحي القاهرة ‏لزيارة المرشد، فأديت البيعة بعد أن تعهدت بعدم إفشاء أو ذكر اسم المرشد، وما أزال أحتفظ بهذا السر حتى كتابة هذه الكلمات، بالرغم من أن الرجل انتقل إلى جوار ربه، وكذا الدكتور الملط الذي وافته المنية من أكثر من عشر سنين، وأن حوالي ثلث قرن مرّ على ذلك اللقاء"[22].

وقال سعيد حوى القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمون (فرع سورية) وأحد كبار مُنظريها: "فهل رأى أحد في هذه الأمة رجلاً كحسن البنا؟ وهل رأى الجيل الحاضر رجلاً أصلب من حسن الهضيبي؟ وإن لخليفة الاثنين في أعناقنا لبيعة"[23].

ويقول توفيق الواعي – وهو أحد أعلام دعوة الإخوان المسلمين في مصر والكويت والعالم - عن نزار أحمد الصباغ وهو أحد قادة جماعة الإخوان المسلمون (فرع سورية) الذي إغتيل في إسبانيا سنة 1981[24]‏: "ولقد كانت بينه وبين أستاذنا الشهيد محمد كمال السنانيري بيعة وميثاق"[25].

ومن المؤكد بأنه عندما يقوم المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمون (فرع سورية) بتقديم "البيعة" الشرعية للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر فهذا يعني أن الإخوان السوريين هم بالتأكيد تابعون شرعياً وقانونياً وتنظيمياً بشكل مباشر لقيادة جماعة الإخوان المسلمين في مصر في كافة المجالات وينفذون توجيهات المرشد المصري السياسية والعسكرية والأمنية والمالية والإجتماعية والإعلامية. وبما أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر قد تم ملاحقتهم وإعتقالهم وتجميد كل أموالهم وشركاتهم وجمعياتهم بعد خلع الرئيس الإخواني محمد مرسي بتاريخ 03/07/2013، فهذا يعني أن التنظيم السوري قد أصبح ملتزم بدعم التنظيم المصري في كافة المجالات وخاصة مالياً. فهل يعرف الشعب السوري المنكوب أن أموال الإغاثة المخصصة للنازحين والمشردين يستحوذ عليها هؤلاء الإنتهازيون لدعم جماعتهم الأم في مصر؟ ولذلك فإن جميع المنظمات والمؤسسات والجمعيات التابعة لجماعة الإخوان المسلمون (فرع سورية) ترفض نشر تقاريرها المالية بشفافية وعلانية حتى لا ينكشف المستور!!

ومن المدهش أيضاً ملاحظة أن المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمون (فرع سورية) الذي أدى البيعة لمرشد الجماعة في مصر قد فوجيء بأن مرشده آنذاك لايعرف شيئاً عن الوضع في سورية، فيقول[26]: "لقد لاحظت أن المرشد الذي لم أسمع باسمه من قبل رغم معرفتي الواسعة بالشخصيات الإخوانية في أثناء دراسني بالقاهرة وبعد ذلك، شعرت أنه بعيد عن الأحداث المعاصرة والساخنة، ولاسيما في سورية، ما تعانيه من تسلط طائفي واضطهاد وإقصاء للأكثرية من أهل السنة والجماعة في بلاد الشام، فلم أكد أتحدث قليلاً في هذا الشأن حتى سأل المرشد الدكتور أحمد الملط قائلاً: من يكون هؤلاء العلويون يا أحمد؟!!".

ملهم الدروبي - المتحدث الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين (فرع سورية) - متعاطفاً مع زعماء جماعته في مصر!

عمر مشوح - مدير المكتب الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمون (فرع سورية) - يقف مزهواً أمام صور زعمائه من قيادات جماعة الإخوان المسلمين في المقر العام للجماعة في القاهرة، مصر[27]



[1] إنظر مقال (إخوان سوريا. نشأة في حضن الجماعة الأم وحياة فى المنفى) - الأهرام العربى 13/06/2015

[2] الإخوان المسلمون والمؤامرة على سوريا - الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين

[3] تاريخ الإخوان المسلمون في سوريا، إعداد: عبده مصطفى دسوقي  - الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين

[4] النظام العام للإخوان المسلمين (لائحة 1982م) - الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين

[5] مقابلة تلفزيونية: برنامج (شاهد على العصر - العلاقات الدولية للإخوان كما يراها يوسف ندا ح1) – قناة الجزيرة، 10/01/2005

[6] دراسة بعنوان: "الإخوان المسلمون.. الوجه الآخر" - إعداد: علي الحذيفي، 2009

[7] مقابلة صحفية: - (حسن هويدي: جماعة الإخوان والتنظيم العالمي وجهان لعملة واحدة.. والشورى أشمل من الديمقراطية) – جريدة الشرق الأوسط، 21/01/2004

[8] مقابلة صحفية:– (المراقب العام لإخوان سوريا لـ"زمان الوصل ": مصلحتنا الاستراتيجية مع دول الخليج) موقع زمان الوصل، 15/02/2015

[9] تاريخ الإخوان المسلمون في سوريا، إعداد: عبده مصطفى دسوقي  - الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين

[10] عشماوي، علي: التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين (مذكرات أحد قادة التنظيم الخاص) – مركز إبن ‏خلدون للدراسات الإنمائية، 2006‏ (صفحة 65)

[11] عشماوي، علي: التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين (مذكرات أحد قادة التنظيم الخاص) – مركز إبن ‏خلدون للدراسات الإنمائية، 2006‏ (صفحة 51)

[12] عشماوي، علي: التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين (مذكرات أحد قادة التنظيم الخاص) – مركز إبن ‏خلدون للدراسات الإنمائية، 2006‏ (صفحة 149)

[13] عشماوي، علي: التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين (مذكرات أحد قادة التنظيم الخاص) – مركز إبن ‏خلدون للدراسات الإنمائية، 2006‏ (صفحة 152)

[14] توضيح: ربما يقصد علي عشماوي زيارة المرشد حسن الهضيبي للمخيم الذي أقامته جماعة الإخوان المسلمون في سورية فى ريف مدينة حمص عام 1954 وكان آنذاك المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمون في سورية هو مصطفى السباعي خلال الفترة (1945-1964)، وبعد وفاته تولى عصام العطار منصب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمون في سورية خلال الفترة (1964-1973)‏.

[15] عشماوي، علي: التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين (مذكرات أحد قادة التنظيم الخاص) – مركز إبن ‏خلدون للدراسات الإنمائية، 2006‏ (صفحة 154)

[16] يوضح عصام العطار حقيقة موقفه من الوحدة مع مصر والعلاقة مع جمال عبدالناصر في برنامج لقاء اليوم على قناة الجزيرة بتاريخ 01/07/2007 فيقول: "الحقيقة قضية الوحدة قضية جوهرية لها علاقة بوجود العرب ككل، ما تنسى إن نحن نواجه إسرائيل ومعها أميركا ومعها.. لا نستطيع أنه نواجه إسرائيل منفردين، فالتخلي عن الوحدة هو التخلي عن امتلاك القدرة لمواجهة إسرائيل ولمواجهة المخططات الغربية في المنطقة وما كان أكثر هذه المخططات الغربية، هذه المخططات البريطانية أولا ثم الأميركية في المنطقة، نحن لا نستطيع أن نواجه هذا الأحوال ونحن متفرقين لأقطار.. مرحلة ما قبل الوحدة كان مرحلة تسيطر فيها عدد من القوى يعني وأكثر من كان قدرة على السيطرة..كانوا أنشؤوا ما يسمى بالمقاومة الشعبية التي بالاستناد لمرتكزاتهم بالجيش وهذا الأمر هو اللي كان معد لذبح خصومهم فالوحدة أيضا أنقذت البلاد من هذا الوضع الذي كان احتمال من احتمالاته السيئة هي هيمنة الشيوعيين على البلاد وفى ذات الوقت يعني الوضع شكله ديمقراطي لكن حقيقته سيطرة الأجهزة الأمنية، سيطرة المكتب الثاني وغير ذلك.. الحقيقة الإخوان كانوا في السجون ونحن وقفنا في سوريا مع إخواننا في مصر 100% سواء بالكتابات بالمظاهرات بالاحتجاجات بمساعدة الأسر يعني فهذا أمر هذا يعني كان قطعة من العمل اللي كنا نعمله باستمرار ولكن دوما عندنا نحن المبدأ قبل المصلحة الفردية وقبل المصلحة الحزبية لذلك في تلك الفترة الإخوان المصريون في السجون طلبوا أن يخرجوا من السجون لمواجهة العدوان الخارجي على مصر". إنظر أيضاً كتاب العطار، عصام: في قضية فلسطين.. آراء ومواقف – آخن، ألمانيا، الدار الإسلامية للإعلام، ط2، 2010

[17] سعدالدين، عدنان: الإخوان المسلمون في سورية.. مذكرات وذكريات ‏.. الحكم البعثي العلوي (من عام 1963 – حتى ‏عام 1977) – ‏القاهرة، مصر، مكتبة ‏مدبولي، 2010‏ (صفحة 349)

[18] سعدالدين، عدنان: الإخوان المسلمون في سورية.. مذكرات وذكريات ‏.. الحكم البعثي العلوي (من عام 1963 – حتى ‏عام 1977) – ‏القاهرة، مصر، مكتبة ‏مدبولي، 2010‏ (صفحة 363)

[19] سعدالدين، عدنان: الإخوان المسلمون في سورية.. مذكرات وذكريات ‏.. الحكم البعثي العلوي (من عام 1963 – حتى ‏عام 1977) – ‏القاهرة، مصر، مكتبة ‏مدبولي، 2010‏ (صفحة 258)

[20] سعدالدين، عدنان: الإخوان المسلمون في سورية.. مذكرات وذكريات ‏.. الحكم البعثي العلوي (من عام 1963 – حتى ‏عام 1977) – ‏القاهرة، مصر، مكتبة ‏مدبولي، 2010‏ (صفحة 364)

[21] ملاحظة: أحمد الملط كان عضواً قيادياً في النظام الخاص وهو تنظيم سري مسلح تابع لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، وقد ذكره أحمد عادل كمال في كتابه (النقط فوق الحروف.. الإخوان المسلمون والنظام الخاص – القاهرة، مصر، الزهراء ‏للإعلام العربي، ط2، 1989‏ (صفحة 136 وصفحة 325)، وقد ورد ذكره أيضاً في كتاب أحمد رائف: البوابة السوداء.. صفحات من تاريخ الإخوان المسلمين – عمان، الأردن، دار اللواء، 1974 (صفحة 109)، وأيضاً ذُكر إسمه في كتاب علي عشماوي: التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين (مذكرات أحد قادة التنظيم الخاص) – مركز إبن ‏خلدون للدراسات الإنمائية، 2006‏ (الصفحة 95) وقد صفه بأنه أحد أفراد المجلس الأعلى للنظام الخاص لجماعة الإخوان المسلمين في مصر.

[22] ملاحظة: تولى عدنان سعدالدين منصب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمون في سورية سنة 1975 وكان المرشد العام آنذاك لجماعة الإخوان المسلمون في مصر هو عمر التلمساني خلال الفترة 1974-1986 ورغم أن عدنان سعدالدين قد نشر مذكراته بعد مرور ثلاثون عاماً إلا أنه إلتزم بتعهده بعدم إفشاء أو ذكر إسم ذلك المرشد الذي أصبح معروفاً وقت كتابة مذكراته!!

[23] حوى، سعيد: المدخل إلى دعوة الإخوان المسلمين– القاهرة، مصر، مكتبة وهبة، ط3، 1984‏ (صفحة 25)

[24] الواعي، توفيق: موسوعة شهداء الحركة الإسلامية في العصر الحديث - دار التوزيع والنشر الإسلامية، ‏ط1، 2006‏ (الجزء الثاني، صفحة 5)

[25] إنظر أيضاً السيرة الذاتية لـ محمد كمال الدين السنانيري أحد قادة جماعة الإخوان المسلمين في مصر المذكورة في موسوعة شهداء الحركة الإسلامية في العصر الحديث ‏(الجزء الأول، صفحة 212)

[26] سعدالدين، عدنان: الإخوان المسلمون في سورية.. مذكرات وذكريات ‏.. الحكم البعثي العلوي (من عام 1963 – حتى ‏عام 1977) – ‏القاهرة، مصر، مكتبة ‏مدبولي، 2010‏ (صفحة 364)

[27] منشور بتاريخ 07/12/2012 في الصفحة الرسمية بالفيسبوك - Omar Mushaweh

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق